حتى لا ننسى تاريخنا ..الذكرى 66 لمعركة السطارة الشهيرة دوار "بني صبيح "بجيجل
الحرب أسوء ما يمكن ان تعرفه البشرية تترك جراحا
غائرة عميقة في الأجساد واعمق منها ما تتركه في الأنفس والأدهان تمر السنوات تباعا
تعقبها القرون وآلام حقبة الاستعمار الفرنسي بعنفها ودمائها ولا إنسانيتها تتوارثها الأجيال
جيلا بعد جيل كما هو حال الجزائر في ربوعها كلما أحيت ذكرى خالدة محفورة في سجلات
تاريخها المجيد.
حت لا ننسى تاريخنا الحافل
بالأمجاد والبطولات اليوم نسلط الضوء على
واحدة من أكبر المعارك التي خاضها جيش التحرير الوطني، بقيادة الشهيد مصطفى فيلالي
وهي معركة السطارة بجبل دار الحدادة
بدوار بني صبيح بلدية غبالة دائرة السطارة، 100 كم جنوب شرق ولاية جيجل، يومي
26/27 أفريل 1958 بالمنطقة الثانية للولاية التاريخية الثانية حيث كان
"الدوار" مركزا للمجاهدين القادمين من مختلف المناطق.
صورة المجاهدين الأشاوس وعلى رأسهم قائد المعركة الشهيد سي مصطفى فيلالي |
هكذا بدأت المعركة ..
بدأت معركة السطارة
بتوزيع مناشير استعمارية تحذيرية من خلال طائرات العدو التي كانت تحوم حول
المنطقة، تدعو الجميع إلى مغادرة منطقة سطارة بجبال بني صبيح، والاتجاه نحو كاتينا
(السطارة حاليا) أو إلى (عين قشرة) أو غيرها
كما وردت معلومات من
مركز المجاهدين بأم الطوب تحذر من هجوم وشيك للجيش الفرنسي على المنطقة باستعمال
قوات ضخمة برا و جوا.
ساحة المعركة |
ولم يستجب لهذا
النداء إلا القليل من المدنيين الذين غادروا المنطقة إلى القرى المجاورة، كما خرج
من المنطقة فرقة من مجاهدي جيش التحرير الوطني بأمر من القائد العسكري، لاستعمالها
لاحقا في فك الخناق عن المنطقة من الخارج، مرفوقة بالطاقم الطبي للمستشفى الميداني
الذين غادروا إلى منطقة (تايراو) المجاورة، والتعسكر هناك، أما الباقون فقد تحصنوا
بالجبال و الصخور و المغارات استعدادا للمعركة .
بداية هجوم العدو.. والصمود من المجاهدين البواسل
بدأ الهجوم على
المنطقة باكرا باستعمال أكثر من 40 طائرة حربية من نوع (مِيراج)، و قصف مكثف
بالمدفعية الثقيلة من الجهات الأربع (من جهة حجر مفروش بعين قشرة، و من جهة الصفاح
بأم الطوب، و من جهة جبل بونعجة على الحدود مع ميلة و قسنطينة) كما تم إنزال مكثف
للقوات البرية بمنطقة المقطع على حدود ولاية سكيكدة
وبدأ التضييق على المنطقة، تحت
قصف جوي بالطائرات المقاتلة، وقصف بري بالمدفعية الثقيلة، مع تقدم القوات البرية
للجيش الفرنسي مدعوما بمجموعات كبيرة من الحركى والقومية الذين يعرفون المنطقة
وكانت المعركة شرسة، دامت ساعات طويلة تعدت 36 سا متتالية، أجبرت الجيش
الفرنسي على التراجع في بعض الأحيان، ليفسح المجال للقصف الجوي والمدفعية و قذائف
النابالم، حتى أحرقت المنطقة عن آخرها، و استمرت المعركة بشراسة حتى وصلت حد
التلاحم بالأسلحة البيضاء و الهراوات و الأدوات الفلاحية بعد نفاذ الذخيرة من
المجاهدين، وسط تكبيرات المواطنين و زغاريد النساء.
وقد أعدم الجيش
الفرنسي المدنيين العزل من النساء والأطفال في المغارات و بين الصخور رميا
بالرصاص، رغم هذا استطاع القائد الشهيد (سي مصطفى فيلالي) الخروج من المعركة سالما
رفقة 19 جندي من المجاهدين
أبرز نتائج معركة
السطار
إستشهاد 110 شهيدا من جيش التحرير الوطني، وقتل أكثر من 300 مدني بين أطفال وشيوخ ونساء .
الشهداء الذين سقطوا في المعركة |
تكبد العدو خسائر فادحة، حيث أسفرت المعركة عن مقتل قادة كبار في
الجيش الفرنسي وأعداد كبيرة وسط الجنود ، بما فيهم عشرات الحركى و عدد معتبر من
الجرحى و المصابين، إضافة إلى إسقاط طائرتين مروحيتين، وعدد من المركبات العسكرية
التي لايزال حطامها شاهدا على هول المعركة.
حطام آليات العدو الفرنسي |
ساهمت المعركة في
إسقاط الجمهورية الفرنسية الرابعة، فقد أدت إلى تمرد 13 ماي 1958 ومجيء الجمهورية
الخامسة و على رأسها الجنرال ديغول في 01 جوان 1958.
إحياء الذكرى ال 66
لمعركة السطارة الشهيرة..
أشرف أمس السيد: العيد ربيقة وزير المجاهدين
وذوي الحقوق رفقة السيد: أحمد مقلاتي والي ولاية جيجل و السيد: سمير بوهاوية رئيس
المجلس الشعبي الولائي على فعاليات إحياء الذكرى 66 لمعركة السطارة الشهيرة بجبل
دار الحدادة دوار "بني صبيح" ببلدية غبالة ، وهذا بحضورالسلطات المحلية والأمنية ، الأسرة الثورية ،
السادة أعضاء البرلمان بغرفتيه، السيد عضو المرصد الوطني للمجتمع المدني، وألقى الكلمة حول معركة السطارة كل من السادة
الوالي، ممثل الأمانة الوطنية لمنظمة المجاهدين والوزير، إضافة إلى مداخلة المجاهد
"إبراهيم محسن" أحد الشهود العيان للمعركة.
إحياء فعاليات الذكرى 66 لمعركة السطارة الشهيرة |
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار .
تعليقات
إرسال تعليق