الغزو الثقافي الإعلامي للمجتمعات الإسلامية والعربية بين المواجهة والخضوع
لقد
عرف العالم
تحولات كبرى
خلال القرن
العشرين الذي
إنقلبت فيه
الموازين، وتزايد
ذلك خلال
النصف الثاني
منه عندما بدأت
تظهر وتنتشر
الوسائل الإعلامية
المختلفة، والتي
ساعدت على
نشر وتقارب
الثقافات
كالتلفزيون وظهور
الانترنت، إلى
أٌلفية القرن
الواحد والعشرون
الذي قرّب
العالم أكثر
خاصة مع
ظهور الشاشات
الصغيرة التي
أصبح يستخدمها
الجميع دون
إستثناء.
إذ
تعرضت الأمة الإسلامية والوطن العربي تحديدا إلى
شتى أنواع
الغزو الثقافي
و الإعلامي، تغير
وتطور بإختلاف
المكان والزمان،
والوسائل والتقنيات
الاتصالية المستخدمة
فيه، وذلك
من مصادر
وجهات مختلفة،
بمذاهبها، عقائدها
وأفكارها، وعادة
ما يُوجّه
إلى أفراد
الأمة كلها
لكنه يستهدف
خصوصا الأسرة
التي هي
أساس بناء
المجتمع، و
يستهدف كذلك
الشباب في
المقام الأول
لإعتبارات أساسية،
لا تغيب
عن المنظرين
والمخططين لهذا
الغزو، فالشباب
هم عماد
الأمة كونهم
يشكلون الشريحة
الأكبر، إضافة
إلى أنهم
أكثر تأثرا
من غيرهم
في هذا
السن بالأفكار
والعقائد والإتجاهات
السلوكية الدخيلة
عليهم.
ويعتبر هذا الغزو في الظاهر تقارب وتبادل الثقافات الغربية
مع الإسلامية والعربية في إطار العالم القرية، ولكن في الباطن يحمل سموما لهذه المجتمعات من طرف أعداء دين الحق وخونة الأوطان من داخل الديار وفق خططهم المسطرة، وينفذها المغلوب على أمرهم من المسلمين والعرب، فالهدف الأول من هذه المؤامرات هو طمس الهوية الإسلامية والعربية والقضاء على عادتنا وتقاليدنا من خلال هدم القيم وإعادة بناء ثقافة هدامة للبيوت والمجتمعات تتنافى مع مبادئنا، وكون لهم سلطة الإعلام والنفوذ هذا ما زاد الطين بلة حيث روجوا للعالم الصورة السيئة للديانة الإسلامية ومجتمعاتها بأنها متخلفة وترمز للعنف والإره اب هذا من جهة، ونشر الفكر الثقافي الغربي إلى أوسع النطاق لإستهداف الشباب والأطفال الصغار، وغرس الشيم الدنيئة فيهم من جهة أخرى، و بناء جيل مستقبلي بلا هوية ولا مبدأ . والأمثلة
كثيرة عن
الغزو نذكر
منها: التشجيع
على العنف، وهو
مانشاهده في
الأفلام والرسوم
المتحركة على
شاشات التلفزيون،
والألعاب الخاصة
بالأطفال الصغار
على مختلف
الاجهزة واللوحات
الإلكثرونية الحديثة،
أغلبها بهدف
سفك الدماء
لخلق جيل
دموي عنيف.
وغرس هذا
السلوك كان
من البدايات
الأولى للغزو
في سبعينات
القرن الماضي
مع إنتشار
التلفزيون.القتل
حتى أصبح
أمرا عاديا
في كل
مكان، الإنحلال
الأخلاقي والأسري
وهو مازادته
الدراما وبعض
المسسلات إتساعا،
التسرب المدرس، الإختلاط
في كل
مكان: العمل،
النقل، الأسواق
التجارية، الأماكن
العمومية والترفيهية.التشبه
بالغرب شكليا
في اللباس
وطبيعة الأكل
وهو حال الشباب
اليوم يتنافس
على آخر
موضة وأحسن
لباس والاهتمام
بالشكل لا
المضمون "تقوية
الإيمان" وينطبق
هنا المثل الشعبيبي "يالمزوق
من برا
واش حالك
من الداخل"..
بالإضافة إلى الاستعمار التكنولوجي الجديد الذي زاد الوضع تأزما، وهو وسائل التواصل الاجتماعي القطرة التي أفاضت الكأس، حيث زادت نخرا لمبادئنا كونها ليس لها حدود زمانية ومكانية، إذ تصل الى كافة شرائح المجتمع المستخدم لها حاملة لمختلف السموم الموجهة لأمة دين الحق والعرب تحديدا، وهو حالنا اليوم مع المشاكل الافتراضية المختلفة؛ الاغتراب (الهروب من الواقع)، القلق الدائم، التشتت الفكري، الإضطرابات النفسية، تنويم المستخدم وجعله ذو معارف سطحية..وغيرها سلبيات هذا السلاح اذا لم نحسن إستخدامه.
مادام لكل مشكلة حل ولكل داء دواء نقترح بعض الحلول المناسبة لمواجهة الخطر الذي يلاحق الإسلام والمسلمين، وذلك بمساعدة الهيئات، المنظمات، الجمعيات، النوادي ووسائل الإعلام فلابد من إعادة الترويج الصحيح لثقافتنا ومبادئنا وسط المجتمعات الإسلامية والعالمية، تصحيح ما صوره الإعلام الغربي عن الاسلام ونظرة بعض الشباب المسلم إليه، وتربية الأجيال على حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ووفق المنهج الإسلامي الصحيح، وجوب التمييز بين ما يصلح للإقتباس من الغرب يعني إنتقاء ما يتماشى مع مبادئنا، محاولة إنقاذ الشباب الضائع والمنحرف وإستغلال طاقاته لصالح المجتمع.
وعليه
كلنا نتحمل
المسؤولية لمواجهة
الخطر الذي
يلاحقنا بشتى
الطرق، فكلما ضعف مجتمعنا وتشتت زاد
الغزو تغلغلا أكثر.
قال
الشيخ البشير
الإبراهيمي رحمه
الله: "ولكي
ألقى كل
تحد ثقافي
وأنا راسخ
القدم أحب
أن أعرف
ديني من
مصادره السماوية،
لا من
تقاليد الأجناس
المختلفة".
تعليقات
إرسال تعليق