السياحة الجبلية في الأطلس البليدي " الشريعة الجزائر"
تعتبرالجزائر
من بين الدول العربية التي يقصدها السياح من مختلف بقاع المعمورة، كونها تزخر
بالعديد من المناطق السياحية الآسرة للقلوب والعقول، حيث جمعت بين تاريخها العريق
على مر العصور و المناظر الطبيعية المذهلة التي زادتها جمالا من بحار، وديان،
جبال، سهول، وصحاري. شساعة مساحتها وتنوع مناخاتها، وإستتباب الأمن والإستقرار في
ربوع الوطن، جذب الباحثين عن الجمال الذي رسمه رب العباد فيها، وفي مقالنا هذا
نسلط الضوء على السياحة الجبلية في سلسلة الأطلس البليدي " الشريعة "
بالبليدة الجزائر.
البليدة
تصغيرا لكلمة بلدة: تدعى بعاصمة متيجة، مدينة الورود، مدينة الأبواب السبعة، هي
ولاية جزائرية تقع في شمال وسط الجزائر، جنوب غرب العاصمة الجزائرية وتبعد عنها بـ
45 كلم، يحدها من الشمال الجزائر العاصمة، ومن الغرب تيبازة ومن الجنوب عين الدفلى
والمدية، ومن الجهة الشرقية البويرة وبومرداس، كما يشكل الأطلس البليدي 44.14 بالمئة من المساحة الإجمالية لها، إذ
يمتد من الجهة الجنوبية للبليدة إلى المدية المتاخمة لها. وتمثل جبال الشريعة
بالبليدة جزء منه، حيث تعتبر من أروع وأهم الوجهات السياحية في الجزائر عامة
والبليدة خاصة، تقع على إرتفاع 1600 متر عن سطح البحر، وتعد المحمية الوطنية
"حظيرة الشريعة" التي تبلغ مساحتها 26587 هكتار واحدة من الأقطاب الهامة
التي تجذب يوميا المئات من الزوار المقبلين عليها من مختلف ولايات الوطن سعيا وراء
سحر طبيعتها التي تزخر بالعديد من فصائل الحيوانات، أنواع النباتات والأشجار
المتعددة.
كما تقوم الجمعيات الناشطة في هذا المجال برحلات
إستكشافية من أجل التعريف بهذا الموروث الطبيعي الجميل، وتمارس فيها العديد من
الأنشطة السياحية الممتعة على غرار الإستمتاع برياضة تسلق الجبال، التجول والمشي
بين الأشجار الكثيفة، مسابقات الدراجات الهوائية، رياضة التزحلق على الثلج في فصل
الشتاء، التخيم، مشاهدة المياه المعدنية المنبعثة من بين الصخور، ركوب التلفريك والخيل. وفي
إطار توفير وسائل الراحة والترفيه للسياح تم تهيئة بعض فضاءات الحظيرة بأماكن خاصة
بالزوا، إضافة إلى فتح مسالك خاصة بالراجلين لتسهيل التجول عبر غاباتها. وعن
المرافق الضرورية التي لاقت استحسان الزوار نجد فنادق في مدينة الورود تسهر على
خدمة السياح على غرار كلين، بي إن،
الورود، غازانيا بيد آند بريكفاست.
إن أهم عنصر
تقوم عليه السياحة البيئية هو عدم الإخلال بالتوازن البيئي القائم في هكذا مناطق
عبر الوطن، إلا أن تصرفات الإنسان المعادية للطبيعة وما يحدثه من تلوث قد يؤدي إلى
زوال هذه الثروة التي وهبها الله لنا. لهذا وجب علينا رعايتها وحمايتها وترك
السلوكات غير اللائقة المضرة بمستقبل هذه الحظيرة وغيرها.
هذا وتبقى السياحة في الجزائر بصفة عامة بحاجة ماسة إلى تفعيلها والاهتمام الكافي بها من طرف السلطات المحلية والعليا للبلاد، وتجنيد كل الموارد المادية والبشرية اللازمة للنهوض بهذا القطاع الفعال، ووضعه ضمن السياسات الرامية لدفع عجلة النمو الإقتصادي ومن ثم تحقيق التنمية الإقتصادية المرجوة خارج قطاع المحروقات.
عبدالسميع طيار
.
.
تعليقات
إرسال تعليق