القائمة الرئيسية

الصفحات

قصر أغرم تاوريرت ..تاريخ ومعلم وسياحة.

 

قصر أغرم تاوريرت.. تاريخ، معلم وسياحة

      لقد تم العثورعلى العديد من المواقع التاريخية بولاية غرداية جنوب الجزائر التي تعود إلى عصر ما قبل التاريخ، وهذا من خلال النقوش الصخرية وبعض المعالم الجنائزية والمغارات القديمة المتواجدة في سفوح الجبال، إضافة إلى القصور التاريخية التي شيدتها قبيلة زناتة حيث سكنت وادي ميزاب في القرن السابع ميلادي، كما تشير بعض الروايات التاريخية أغلبها شيدت على ضفاف مجرى وادي ميزاب و قمم الهضاب الجبلية المحيطة، وبداية من القرن العاشر ميلادي تغيرت الظروف فظهرت قصور وادي ميزاب المعروفة حاليا بشكلها الهندسي المتميز، كما ظهرت قصور أخرى خارج ميزاب على غرار قصري " لمبرتخ و لحمر بالقرارة" و"أغرم تاوريرت" بالمنيعة.

 قصر "أغرم تاوريرت" أو قصر المنيعة القديم

    يقع قصر أغرم تاوريرت على بعد 270 كلم جنوب مدينة غرداية، في الناحية الشرقية لمدينة المنيعة بحي "لماضي" على مسافة 1 كلم من وسط المدينة، ويتربع فوق جبل هرمي الشكل بارتفاع 75م عن مستوى "واد إمقيدن" ويشرف على واحات المنيعة الشاسعة، وتروي جل المصادر التاريخية أنه أسس في القرن العاشر ميلادي.  لقد بني القصر بطريقة محكمة على قمة جبلية استراتيجية، وذلك لدوافع أمنية تضمن حمايته من الهجمات والحملات التي كان يتعرض لها باستمرار من طرف الغزات الطامعين في الإستلاء على المنطقة.

   سكنه بعض التجار من البربر وترددت عليه بعض القبائل العربية  من الرحالة، كون المنطقة تربط بين مناطق الشمال والجنوب ومساهمتها المباشرة في التبادل التجاري والثقافي للمنطقة الجنوبية.

 



وحسب الروايات التاريخية أن السكان القدماء و المؤسسون للقصر هم من عشيرة «آل خفيان » وهم من قبائل الزناتة الأمازيغ القادمون من منطقة تيميمون بالقورارة. كما عاشت في هذا القصر سلطانة تدعى مباركة بنت الخس حيث تذكر بعض الروايات التاريخية أن أصلها من المغرب الأقصى ونظرا للفتن التي وقعت لها إستقرت في هذا القصر « تاوريرت » .

  وقد ذكر بن خلدون ما يلي: « إن البربر..ما شيدوا من الحصون والآطام والأمصار من سجلماسة وقصور التوات وتجورارين وفيجج و مصاب و واركلا و بلاد ريغ و الزاب ونقراوة و الحمة و غدامس"، " كما ذكر إسم "القليعة" تصغيرا للقلعة وهو معنى كلمة تاوريرت،  و سمي القصر بالمنيعة لمناعته وحصانة موقعه. ووصف الرحالة العياشي منطقة المنيعة، حيث قال: " و نزلنا بالقليعة، وهي قرية حصينة على حجر صلد في سفح جبل منقطع عنه و بها آبار كثيرة طيبة الماء، والنخيل ليس بكثير و هي في طاعة سلطان واركلا".


  تم تصنيف قصر المنيعة القديم كتراث وطني سنة 1995. يقصده الزوار من مختلف الجهات وهو  بمثابة مصدر إلهام للفنانين، الشعراء، الأدباء والرسامين، بالمنطقة، ويعد معلما حضاريا ومعماريا تزخر به المنيعة إلى جانب ما تمتلكه من معالم أخرى ومرافق سياحية طبيعية عديدة يستوجب الحفاظ عليها وإعادة الإعتبار لها إذا كانت تعاني الإهمال. عبدالسميع طيار
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع