القائمة الرئيسية

الصفحات

 


عجبا أمة إقرأ لا تقرأ ..!

للقراءة أهمية كبيرة في تطوير المعارف والمهارات، وأساس بناء وإزدهارالأمم والحضارات، وأول ما نزل على سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم هو  قوله تعالى: " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ" (1) سورة العلق.

أ والملاحظ أن أغلب الدول الغربية قطعت أشواطا في عالم المعرفة والتقدم لأن شعوبها يغلب عليهم حب الإطلاع والقراءة، على عكس الشعوب العربية فهي تتخبط في ذيل الأمم  ولم تأخد العبرة من ماضيها الحافل بالعلم والعلوم ولا تمد جذورها لأصولها.

وما الحالة التي تعيشها اليوم أمة إقرأ من تردي وانحطاط وانكسار إلاّ لعدة أسباب، من ضمنها العزوف عن القراءة بين مختلف شرائح المجتمع، والتي أكدتها كثير من الدراسات والأبحاث على الرغم من توافر كمية هائلة من المعلومات وتعدد مصادر القراءة الورقية والإلكترونية، حتى أصبح التوصيف المناسب لأمتنا ،أن "أمة اقرأ أصبحت لا تقرأ"، و دليل ذلك تراجع المستوى التعليمي في كل الأطوار التعليمية، فالأمم التي تقدّمت ركزت على تعليم أطفالها وإعتنت بتثقيفهم وتحبيبهم القراءة وتحصيل المعرفة، فكانوا بمنزلة إستثمار نافع عاد على تلك الأمم بالتطور والازدهار لأنهم عرفوا حق المعرفة قيمة الإستثمار في التعليم، بينما أمتنا اليوم تتخبط في مشاكل عدة في الحياة اليومة، لغياب الوعاء الكافي من المعارف والمعلومات لحلها.

وتشير الإحصائيات والاستطلاعات إلى أن البلدان الغربية دائما تحتل الصدارة في مجال التعليم والقراءة على عكس الوطن  العربي، نجده دائما في ذيل الترتيب،  وحسب تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي لسنة 2016 الخاص بنوعية وجودة التعليم الذي شمل 140 دولة إحتلت سنغافورة، سويسرا وفنلندا المراكز الثلاثة الأولى في العالم وتتبعها باقي الدول الغربية، وإحتلت الجزائر المرتبة 119 عالميا ومصر المرتبة  138 عالميا. وفي إحصاء حول نسبة القراءة تشير التقارير إلى أن المواطن الأوروبي يقرأ كتابين ونصف في الشهر الواحد، وفي السنة يقرأ حوالي 34 كتاب،  ويقرأ الإسرائيلي 40 كتاب في السنة، بينما المواطن العربي يقرأ نصف صفحة شهريا وفي السنة بمعدل كل 80 شخص يقرأون "كتاب واحد".

 ووفقا لتقرير اليونسكو فإنّ أعلى نسبة أمية في العالم تتواجد في الوطن العربي، والقراءة هي من آخر اهتمامات المواطن العربي، فهناك 60 مليون أمّي عربي و 9 ملايين طفل خارج المدرسة، ويشير التقرير ذاته أنّ الطفل العربي يقرأ 7 دقائق سنوياً، بينما الطفل الأميركي يقرأ 6 دقائق يومياً.

 وأظهر تقرير أصدرته مؤسسة الفكر العربي أنّ متوسط قراءة الفرد الأوروبي يبلغ نحو 200 ساعة سنويا بينما لا يتعدى المتوسط العربي 6 دقائق.

وحسب إحصاءات المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الالسكو" فإنّ العالم العربي يصدر كتابين مقابل كل مئة (100) كتاب يصدر في دول أوروبا الغربية، علما بأنّ هذه الأخيرة تنشر كل سنة كتابا لكل خمسة آلاف 5000 شخص. وبلغ عدد المدونات العربية حسب التقديرات حوالي 490 ألف مدونة، وهي نسبة لا تتعدى 0.7 في المئة من مجموع المدونات في العالم.

وعليه فإن البداية الحقيقية لإستدراك التراجع الرهيب للمستوى التعليمي في الوطن العربي؛  تتمثل في تشجيع القراءة ودعم المكتبات العامة والمدرسية، وتحقيق ذلك يكون بتوفير كل الإمكانات المادية والبشرية وفق خطط  وطنية شاملة للإستثمار في التعليم، موجهة لجميع فئات المجتمع مع تركيز أساسي على الأطفال الذين هم اللبنة الأساسية في تكوين وبناء المجتمع، وهم شباب المستقبل الذين يقع على عاتقهم بناء الأوطان، وزيادة التقدم و التطور، فاعداد طفل اليوم، يعني إعداد جيل متكامل يتسم بالوعي مستقبلا..ويبقى السؤال مطروح إلى متى تبقى أمة إقرأ لاتقرأ؟ متى تضع قطار التعليم على السكة الصحيحة ؟

 عبد السميع طيار





هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق
  1. الله يبارك بداية موفقة . كنت اقرا ايام الدرسة كل شيء و بعدها اصبحت اقرا ما يساعدني عل تحضير كتب شبه مدرسية و بعد التقاعد عدت للقراءة المتنوغة وىلا يعرف قيمة القراءة إلا من يقرأ . الحمد

    ردحذف

إرسال تعليق

التنقل السريع