- بقلم عبدالسميع طيار
برج الطهر جيجل
أبناء بلدية برج الطهر يُروِّجُون للسياحة الجبلية عبر وسائل التواصل الإجتماعي.
تعتبر بلدية برج الطهر منطقة جبلية سياحية بامتياز، تقع شرق عاصمة ولاية جيجل وتبعد عنها ب 35 كم، وهو ما جعل أبنائها يُروِّجون لها عبر وسائل التواصل الإجتماعي وخاصة " فايسبوك ويوتيوب" وذلك عبر العديد من الصفحات، المجموعات، الحسابات، وقنوات اليوتيوب الخاصة ببرج الطهر على غرار مجموعة وصفحة برج الطهر، حساب ومجموعة ناس آشرّار، مجموعة تاغراست، صفحات آنشيد، بوالزان، الوادية، محسن وبوميدول .
بعد حملات الترويج والتعريف بالمناظر الخلابة المختلفة بالمنطقة من وديان، جبال، شلالات، ثلوج، غابات و منازل قديمة، هذا ما أسال لعاب البعض ممن تفاعلوا مع الصور والفيديوهات فمن العالم الإفتراضي إلى الواقع ، إذ أصبحت قبلة للباحثين عن المتعة الجبلية، يقصدها الزوار من داخل وخارج الولاية خاصة في العطل السنوية، الموسمية ونهاية الأسبوع ، وحطت فيها الرحال العديد من القوافل السياحيةمن مختلف الولايات على غرار " قسنطينة، باتنة وبسكرة"، هذا بالإضافة إلى العابرين المنطقة وهواة السياحة الجبلية من داخل الولاية الذين يتهافتون لإلتقاط الصور بمناطق متفرقة وخاصة القرى التي يمر عليها الطريق الولائي رقم 135 أ الرابط بين برج الطهر وبوسيف أولاد عسكر، مثل: آشرّار، تاغراست، آنشيد والمنطقة المسماة الكاريار الواقعة على الطريق البلدي برج الطهر الشقفة، التي تطل على سهول الولاية. هذا و تبقى القرى والمداشر الأخرى الخارجة عن خط الطريق الولائي برج الطهر أولاد عسكر تنتظر الالتفاتة من السلطات المعنية لتكون لها فرصة كإضافة للسياحة الجبلية على غرار بوالزان، وقرى بوديال، بوميدول و محسن التي ينتظر سكانها بفارغ الصبر إتمام الشطر الأول من إعادة توسعة الطريق الولائي 135 أ الرابط بين بلديتي برج الطهر والشقفة .
ومن بين أهم ما يميز المنطقة واد إرجانة الذي يتوسط خمس بلديات وهي بوسيف أولاد عسكر، بوراوي بلهادف ، برج الطهر، الجمعة بني حبيبي و العنصر، و يمتد من أعالي سلسلة الأطلس التلي ليصب في البحر، وكما هو معروف عن وديان الولاية تاريخيا أن السكان الأصليين لولاية جيجل هربوا من الغزوات عبر التاريخ من شواطئ إجلجيلي إلى ضفاف الوديان أين توجد المياه للعيش هناك، لأن الناس في ذلك الزمان كانوا يعشيون الحياة البسيطة، الزراعة والماء أساس الحياة، مثل ماهو معروف عن بودريل وأولاد بوربيع التابعتين لقرية آشرّار والقرى المطلة على ضفاف الواد كالوادية وآرسا، آيرار وغيرهم ، كما أنه يعتبر قبلة للسياح وخاصة في فصلي الصيف والربيع .
المياه الطبيعة: عادة ما تتماشى مع الفصول حيث في الشتاء تكون دافئة مع بخار يتصاعد منها وفي الصيف باردة جدا، وهذا النوع من المياه متواجد عبر كامل تراب البلدية.
عيون برج الطهر : تتصدر مياه برج الطهر قائمة أفضل وأجود المياه في الجزائر، على غرار ماء عين بوديال، ماء عين الزعاترة من جبال سدات، ماء عين برج الطهر، حيث يتهافت عليها الزوار على مدار السنة و من مختلف المناطق المجاورة مثل الشقفة، الطاهير، القنار نشفي، بوسيف أولاد عسكر، وحتى من عاصمة الولاية ، خاصة في فصل الصيف و شهر رمضان الكريم، كون الماء خفيف على حد أقوالهم.
الغطاء النباتي الكثيف: وهو من مميزات مناخ البحر الأبيض المتوسط إذ تحتوي البلدية على غابات كثيفة، أشجار الفلين، والأشجار المثمرة مثل الزيتون ، الرمان، الكرز وغيرها.
منطقة توزلامت الحدودية بين بوسيف أولاد عسكر وبرج الطهر، حيث كانت برجا للمراقبة اختارها الإستعمار الفرنسي نظرا لموقعها الإستراتيجي، ويطلق عليها إسم الشوف لأنها مطلة على كل البلديات المجاورة بما فيها عاصمة الولاية، إشتهرت بشواية عمي حسان المنحدر من بوسيف أولاد عسكر.. شواء في الهواء الطلق، وخلال فصل الصيف المنصرم في شهر أوت 2020 فتح السيد عبد الغني عميرش بأعالي قرية تاغراست "مطعم مول الشوف "، وبعد أن تم الترويج له عبر وسائل التواصل الإجتماعي أصبح يتهافت عليه الزبائن من مختلف المناطق، خاصة مستعملو الطريق الولائي رقم 135 أ، كونه في مكان إستراتيجي، وأضاف له خدمة للترويج للإنتاج المحلي وعرض مختلف المنتجات المحلية مثل التين المجفف وزيت الزيتون.
هذا وتبقى المبادرات التي يقوم بها أبناء البلدية عبر وسائل التواصل الإجتماعي هي الأنسب لتسليط الضوء على السياحة الجبلية وتشجيع هواتها لزيارة أهم المناطق السياحية بالبلدية، ولكن بلدية برج الطهر تفتقر لأدنى الضروريات والإمكانات اللازمة للسياح من جهة، و تهيئة المناطق السياحية الجبلية من جهة أخرى والتي هي بمثابة منتجعات سياحية، وكون هذا النوع من البلديات الجبلية التي ليس لها مداخيل تعتمد بشكل كلي على إعانات خزينة الدولة، يبقى أمل مواطنو البلدية وكامل البلديات الجبلية معلق إلى حين تحرك السلطات المحلية المعنية، وذلك لتوفير أهم المرافق الضرورية الخاصة بالسياح كفتح وتعبيد طرقات جديدة إلى واد إرجانة، وهذا يفتح مجالا آخر للإستثمار الفلاحي على ضفافه، إضافة إلى المناطق الأخرى وتوفير خدمات الفندقة بالبلدية لحفظ ماء الوجه، فهل تتحصل هذه البلدية و غيرها من البلديات الجبلية الأخرى على مبالغ مالية إضافية مخصصة للنهوض بقطاع السياحة الجبلية التي تعود حتما بالفائدة على قطاع السياحة بالولاية ؟.
تعليقات
إرسال تعليق