القائمة الرئيسية

الصفحات

 

الواقع العربي ..إلى أين ؟

أوما ترى ما حل في وطني

الصباح فيه كئيبا كالمسا

اوما ترى أشلاء أمتي التي
بها طرزالتاريخ حلاً وإكتسا



يعيش العالم العربي منذ عقود حالة من التفكك والتشرذم في مختلف ميادين الحياة منها السياسية، الإقتصادية الإجتماعية والثقافية، فواقع حال الأمة العربية التي كانت تعرف أمجادا وبطولات تهابها الأمم  لم ينشىء من فراغ، وإنما هو نتيجة لعوامل مختلفة أحاطت بها أطماع الدول الإستعمارية، بمخططاتها ومشاريعها التي كانت تهدف إلى تقسيم المنطقة وإضعافها وشرذمتها و جعلها تابعة لها، حيث إستغلت أهم شيء وهو فقدان الثقة بين الشعوب العربية والسلطة فاتسعت الهوة شيئا فشيئا، ما جعل القوى الخارجية تتلاعب بهم كما يحلو لها، وهذا ما حدث بالفعل لعدد من دول المنطقة التي تم تكبيلها بمعاهدات وإتفاقيات إقليمية ودولية، جعلت الشغل الشاغل لحكام وقيادات الدول العربية العمل بكل طاقاتها لمنع حدوث أي زعزعة لأنظمة الحكم فيها.

 لعلها صمدت لفترة ما لكن جاء ما سمي بالربيع العربي مع مطلع العقد الثاني من الألفية الذي تغيرت فيه المفاهيم،  ووضع جميع هذه الدول في أمر الواقع المفتعل، فحل الخراب والدمار في مختلف الدول العربية على غرار، سوريا، ليبيا، اليمن والعراق وزرع الفتن من المحيط  إلى الخليج ولم تعد هذه الدول قادرة على أن تفكر في أي مشروع قومي عربي خارج حدودها لما أصابها من عدم الإستقرار و التقلبات، بسببها دفعت الشعوب العربية ثمنا باهضا جدا ومازالت تدفع مع المخططات الغربية الممتدة جذورها لمئات السنين،  فبعد الربيع جاء التطبيع،  ولكن إلى متى سيستمر هذا الوضع في المنطقة العربية مع غياب شبه كامل للمرجعيات الدينية، السياسية، الإقتصادية، الاجتماعية، الثقافية والعلمية، ونخب المجتمع في الوقت الراهن وماذا أعددت من قبل لهذا الواقع المؤلم الذي تعاني منه؟.

يقول المفكر والباحث في الشؤون السياسية والإقتصادية والخبير في الإدارة الدكتور "غالب صالح":

"الذي يجري في العالم العربي ناجم عن مخطط ولد منذ مئة عام، نسجت خيوطه مجموعه من المفكرين وساعد في تنفيذه النظام العربي وريث واقع أفرزته جملة من المتغيرات السياسية التي رعتها فرنسا وبريطانيا وزرعت إسرائ يل لقيادة تفكيك المنطقه مستغلة الفقر والتخلف والجهل وغياب رؤية عربية واضحة للخروج من هذا الواقع الذي خلفه الأتراك طيلة أربعمائة عام".


وتابع بقوله :"يعيش العالم العربي حالة من االضياع والتفكك نتيجة إنسداد آفاق الحلول لمشاكله السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتورط النظام العربي والجامعة العربية في المشاريع الخارجية، والرضوخ التام لمشيئة الغرب وإسرائيل وغياب أي مشروع عربي متكامل رغم المعاناة والحروب والأزمات، ومن هنا لابد لنا من أن نستقرىء ونبحث في كثير من القضايا التي تحتاج إلى بحث ودراسة علمية عميقة تتقاطع فيها كل مرحلة من المراحل التي مرت بها المنطقة، مع الأخذ بعين الاعتبار المسببات والنتائج والبناء عليها في ما يخدم عكس مصالح القوى الاستعمارية، ويفتح الطريق أمام الأجيال القادمة للتعلم من أخطاء الماضي التي أوصلتنا إلى هذا المصير السيء والخطير، والذي يترتب عليه الكثير من النتائج السلبية على المدى البعيد في حال لم يتم وضع خطط مناسبة لمواجهته".

إن العلاقة بين الحكومة والشعب يجب أن تكون مبينية على الاحترام المتبادل فالحوار المبني على الإحترام يساعد على تقريب وجهات النظر، كما أنه يزيل الكثير من العراقيل أمام حل الكثير من النزاعات الداخلية في الوطن العربي الذي بات مهددا بالحروب الأهلية والتشرذم. نحن بحاجة ماسة لقراءة الواقع قراءة صحيحة، لابد من أن يكون هناك برنامج وطني واضح لأن الوطن العربي سيبقى مستهدف دائما، لذا يجب العمل على أرضية وطنية وعروبية صلبة تتحصن بالأخلاق الوطنية ورفع مستوى الحالة التربوية القائمة على مكارم الأخلاق والبحث العلمي، كما يجب خلق فرصة تاريخية لولادة ثقافة وطنية لها إنتماء عربي تسعى لخلق حالة من الإستقرار وتحصين هذه المجتمعات لتستطيع مواجهة كل التحديات، لابد أن تكون للقادة العرب الإرادة السياسية الكبيرة لتوحيد كلمتهم ولم شمل الوحدة العربية وإعادة تفعيل الدور الحقيقي للجامعة العربية، والوقوف في وجه التهديدات التي تلاحقهم من القوى الخارجية والإقليمية وأخذ العبرة من ملوك الطوائف في الأندلس الذين إنتهى بهم الأمر إلى سقوط دويلاتهم الواحدة تلو الأخرى.

 

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع