السياحة العلاجية بزلفانة ولاية غرداية الجزائر
تعد السياحة بمختلف أنواعها ركيزة التنمية الإقتصادية والإجتماعية للبلد،
وذلك من خلال تأثيرها في مختلف الجوانب الإقتصادية، وإسهامها في القيمة المضافة
الإجمالية، ودورها الفعّال في خلق فرص عمل جديدة وتنشيط السوق التجارية المحلية،
ومن بين أنواع السياحة التي لاقت شهرة في الجزائر نجد السياحة العلاجية التي أضحت مقصدا للعديد من السياح.
زلفانة غرداية |
تزخر الجزائر بعشرات الحمامات المعدنية في
عدة مناطق من ربوع البلاد على غرار حمام دباغ في ولاية قالمة، حمام بوحنيفية
بمعسكر، حمام السخنة والقرقور بسطيف، حمام الصالحين بخنشلة، حمام ملوان بالبليدة،
حمام التلاغمة بميلة، ومركب زلفانة بغرداية، فهي تجلب السياح من داخل وخارج الوطن نظرا
لمكانتها ودورها العلاجي. وفي هذا الموضوع نسلط الضوء على حمام زلفانة بغرداية في
الجنوب الجزائري، حيث أصبح قبلة لآلاف السياح وخاصة المرضى منهم للتداوي من بعض الأمراض الجلدية، إلتهاب العظام
والمفاصل.
حوض ماء معدني |
زلفانة.. الموقع الجغرافي
مدينة زلفانة هي واحدة من أكبر دوائر ولاية غرداية ذات شهرة واسعة، تقع على ارتفاع 400 متر وسط الحمادة والكثبان الرملية على بعد 65 كلم عن عاصمة ولاية غرداية، وعلى بعد حوالي 40 كلم شرقا عن طريق الوحدة الإفريقية، و الطريق الوطني رقم 49 الرابط بين ولايتي غرداية وورقلة، أما عن الجزائر العاصمة فتبعد عنها زلفانة بحوالي 665 كلم جنوبا، و تبعد عن مطار النوميرات الدولي مفدي زكريا بـ 43 كلم، ويحدها من الشمال بلدية القرارة ومن الجنوب بلدية متليلي التابعتين لولاية غرداية، أما من الشرق فتحدها ولاية ورقلة ومن الغرب بلدية العطف التابعة لولاية غرداية، مناخها صحراوي جاف حار صيفا وبارد شتاءً.
الموقع الجغرافي لزلفانة |
زلفانة تاريخيا.. من معاناة الجفاف إلى إنفجار الينابيع الحموية
زلفانة أو زلل فانة، وحسب الروايات التاريخة عانت قديما من جفاف
حاد صعّب العيش عن أهاليها، ما جعلهم يعيشون معاناة حقيقية، وتقول بعض الروايات أن
الحياة كادت أن تنعدم في زلفانة، إلى أن حدثت معجزة الخالق الذي يقول للشيء كن
فيكون وحلت بركته، فانفجرت فيها ينابيع المياه المعدنية والحموية، واشتهرت بها
وجلبت إليها السكان إلى أن إستقروا من جديد فيها. هذه الينابيع اليوم أصبحت قطبا سياحيا هاما لمئات آلاف الزوار سنويا
من داخل وخارج الوطن.
كما كانت منطقة زلفانة
قبل عمرانها نقطة إلتقاء وعبور بين الجنوب الشرقي والجنوب الغربي والوسط، حيث تلتقي فيها جميع القوافل ذات الاتجاهات
المختلفة، وعبر مختلف ربوع الوطن ، إذ إعتبرت منطقة لقاء وتبادل السلع والمقتنيات
بين التجار المارين عبرها والمتنقلين بين الشمال والجنوب، الجنوب الشرقي والغربي.
زلفانة.. مدينة الحمامات المعدنية بغرداية
تشهد الحمامات
المعدنية بزلفانة تدفقا متزايدا للزوار
من سنة لأخرى خاصة الباحثين
عن العلاج من مختلف جهات الوطن، وفي جميع فترات السنة، وبالأخص خلال العطل المدرسية، وذلك من أجل الراحة والإستجمام والتداوي بمياهها المعدنية التي تتدفق بقوة عالية، وتبلغ درجة حرارة
المياه 41.5 درجة مئوية وذلك منذ إكتشاف أول بئر بها سنة 1947، كما يستفيد
الزائر من تدليك كامل يُطلق عليه محليا “التكياس”، وهي ممارسة يشرف عليها أشخاص
مفتولو العضلات يسمون "الكيّاسون" هؤلاء يقومون بتدليك علمي تام لجسد
المريض أو الزائر. وتتميز هذه المياه بغناها بالمعادن المفيدة للجسم
التي أثبتت جدواها العلاجية خاصة منها الكلورير
والصوديوم، اللذان يتميزان بخصائص علاجية لمداواة مرضى الروماتيزم وبعض أمراض الجلد، الأعصاب والتنفس.
وبغية تحسين وتقديم الخدمات الجيدة وتوفير الظروف المناسبة لراحة الزائر إلى هذه المدينة وحماماتها، بادر القائمون عليها بتوفير شبكة ممتازة من المرافق السياحية كالحمامات المعدنية "05 أحواض حمامات فردية"، والمسابح "06 مسابح جماعية"، وأماكن الراحة والاستجمام منها 09 نزل وهي عبارة عن استوديوهات للإيواء، وتستقبل خلال العطل المدرسية خاصة عطلتي الشتاء والربيع أزيد من 15000 زائر أما سنويا حوالي 600 ألف سائح، كما نجد في زلفانة عدة معالم تاريخية تزيد من إنجذاب السياح إليها.
خدمات |
البطاقات التركيبية لمياه زلفانة المعدنية
طاقة الهيدروجين 6.5 ، الحرارة
41.5 درجة مئوية، بقايا
جافة 18.10، كالسيوم
163، مغنيزيوم 61، بوتاسيوم
22، الصوديوم 518، كلورور497 ، سلفات 518، بكربونات 165، نيترات 15، كلورور سوديك.
ومن بين الحمامات
التي تستقبل الزوار بزلفانة نجد حمام البركة، حمام الريم،
حمام الشط الجميل، أما عن عدد الفنادق ومراكز الراحة بلغ عددها 20 فندق و مركز راحة.
هذا ولا تزال هذه
المنطقة الحموية التي تتوفر على طاقة إيواء مقدرة ب 800 سرير بعيدة عن تلبية
متطلبات الزوار وطالبي العلاج الوافدين إليها .
تعليقات
إرسال تعليق