أولا
العلاقات العامة في الجماعات المحلية وتفعيلها في تحسين الخدمة العمومية:
یعد الاتصال من المفاهیم الاجتماعیة التي تغلغلت في كافة میادین الحیاة العامة والخاصة، ولا
یمكن أن یستغني عنها الفرد. فهو یتفاعل مع غیره من خلال وسائل الاتصال للتعبیر عن أبعاده التفاعلیة
الاجتماعیة، فالاتصال هو وسیلة لخلق حركة ودینامیكیة للجماعات.
حیث تعتبر العلاقات العامة ظاهرة اتصالیة ظهرت في صورتها الجلیة مع بدایة القرن العشرین،
على الرغم من قدمها ورجوع تاریخها إلى العصور الغابرة، إذ قام الإنسان البدائي بعدة أنشطة قصد تحقیق
التفاهم والتكیف مع الآخرین عن طریق وسائل الاتصال البدائیة. ومع تطورالزمن و اتساع رقعة النشاطات وكثرة الممارسات الاجتماعیة وتعقدها بین الأفراد والجماعات، سیما تلك الأنشطة المنجزة في أطر تنظیمیة كالمؤسسات والهیئات والمنظمات على اختلاف
أنواعها ومجالاتها، تربویة كانت أم ثقافیة، سیاسیة، اقتصادیة، عمومیة، خدماتیة أو غیرها. ومن هنا ظهرت الحاجة إلى الاهتمام بالعلاقات العامة كوظیفة حساسة وجوهریة في مختلف جوانب الحیاة المهنیة الخاصة وقد امتدت إلى الجماعات المحلیة. هذه الأخیرة التي تعد نمط من أنماط التنظیم الإداري،
بمقتضاه یقسم إقلیم الدولة إلى وحدات ذات مفهوم محلي، تتمتع بالشخصیة الاعتباریة، ویمثلها مجالس منتخبة من أبنائها لإدارة مصالحها، هذا مع إشراف ورقابة الحكومة المركزية. والجزائر من بین الكثیر من الدول التي تعتمد على هذا النوع من التنظیم الإداري، إذ تجمع بین الأسلوب المركزي واللامركزي وتتخذ
كمستویات للامركزیة المرفقیة ونخص بالذكر البلدیة.
ومع تعدد المهام الملقاة على عاتق الجماعات المحلیة الجزائرية "البلدیة" كان علیها الاعتماد
على العلاقات العامة، كجهاز مختص یساعدها في أداء وظائفها وتسییر شؤ ونها الإداریة، وممارسة
العمل الإداري بشكل أفضل. إذ أن العلاقات العامة في مثل هذا النوع من التنظیمات كفیلة بفتح قنوات
إتصالیة دائمة مع الجمهور الداخلي والخارجي كما تساهم في بناء جسر علاقات متین مفعم بالثقة
والتفاهم المشترك معهم والمبني على أساس الشرح والتفسیر والإقناع، ونشر الوعي والتأثیر في الرأي العام
المحلي، الذي هو ضروري لتنفیذ المشاریع ونجاح المخططات التنمویة لتحسین الخدمة العمومیة، كما
أنها وسیلة لتحسین العلاقات داخل البلدیة وخارجها، وتعتبر العلاقات العامة مؤشر لنجاح البلدیة إذا ما
فعّلت هذه الأخیرة العلاقات العامة في تحسین الخدمة العمومیة. لذلك جاءت هذه الدراسة لمعرفة إن كان
هناك
تفعیل حقیقي للعلاقات العامة في البلدیة لتحسین الخدمة العمومیة، مع اتخاذ بلدیة الطاهیر ولاية جيجل- الجزائر میدان للدراسة والبحث والتحلیل.
وقد إنطلقت الدراسة
من طرح التساؤل الرئیسي الآتي: كیف تفعّل بلدیة الطاهیر العلاقات العامة
في تحسین الخدمة العمومیة؟
كما حاولت دراستنا
الإجابة عن التساؤلات الفرعیة الآتیة:
-1
ماهي المهام التي تقوم بها العلاقات العامة في بلدیة الطاهیر لتحسین الخدمة العمومیة؟
-2
ماهي الوسائل والأنشطة الاتصالیة للعلاقات العامة التي تستخدمها بلدیة الطاهیر في تقدیم
الخدمة العمومیة ؟
-3
ما مدى تفاعل الجمهور الخارجي (المواطنین، رؤساء الأحیاء والجمعیات المحلیة) مع الوسائل
والأنشطة الاتصالیة للعلاقات العامة؟
-4
هل تواجه العلاقات العامة في بلدیة الطاهیر مشاكل تضعف من مكانتها ودورها؟
حاولت د ا رستنا أیضا تحقیق الأهداف التالیة:
- الكشف عن مدى إدراك القائمین بالاتصال في البلدیة محل الدراسة، بالدور الذي تلعبه العلاقات
العامة في تحسین الخدمة العمومیة.
- معرفة مدى تفعیل بلدیة الطاهیر للعلاقات العامة في تحسین الخدمة العمومیة.
وللإجابة عن الأسئلة السابقة تم وضع دلیل المقابلة الذي تضمن مجموعة من الأسئلة مكیفة
وموجهة حسب الأهداف المسطرة للجمهور بنوعیه الداخلي
(أعضاء
خلیة الإعلام والاتصال، الدیوان،
رئیس المجلس الشعبي البلدي، ورئیس مكتب الاستقبال والتوجیه)، والخارجي (المواطنین، رؤساء الأحیاء
والجمعیات المحلیة، مراسل
صحفي).وقد تم تحدید أهم المفاهیم في الدراسة
والمتمثلة
في: العلاقات العامة، الجماعات المحلیة، الخدمة العمومیة.
أما المنهج المتبع في هذه الدراسة فهو المنهج الكیفي الذي یساعدنا على التحلیل والتفسیر الكیفي
لظاهرة العلاقات العامة في الجماعات المحلیة، ومعرفة كیفیة تفعیلها في تحسین الخدمة العمومیة في
البلدیة. يتبع..
تعليقات
إرسال تعليق