القائمة الرئيسية

الصفحات

ظاهرة التشهير بالآخرين عبر وسائل التواصل الإجتماعي

 

التشهير بالآخرين عبر وسائل التواصل الإجتماعي.

وسائل التواصل الإجتماعي هي مرآة تعكس مدى وعي مستخدمها، والملاحظ في الآونة الأخيرة إنتشرت ظاهرة إلكترونية خطيرة عبر السوشيال ميديا التي تم إستخدامها بطرق خاطئة فبدلا أن تكون مصدرا للمعرفة وتنوير الرأي العام المحلي، الإقليمي والعالمي من خلال تبادل الأخبار، الأفكار والآراء، أصبحت نقمة عندنا في الوطن العربي على غرار مصر والمغرب  وأخص بالذكر الجزائر

 بين الفينة والأخرى نجد ضحايا جدد للتشهير والفضح من مختلف الفئات العمرية، وذلك من خلال نشر الفضائح الأخلاقية كل حسب هدفه بين الإنتقام والتشفي، السخرية، أو لجمع التعليقات والإعجابات ليصبح بطلا على حساب فضح أعراض الناس عن طريق التقاط صورة، مقطع صوتي أو فيديو.

إستخدام وسائل التواص الإجتماعي  في غير محلها 


 حادثة الشاب الذي طلب من الفتاة رقم الهاتف، وإنتشرت بشكل واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي بين من يؤيدها ويعارضها، دليل على أن مجتمعنا اليوم يفضح أكثر من أن يستر. دون مراعاة الآثارالإجتماعية  النفسية التي يعيشها ضحايا التشهير وعائلاتهم في المحيط الذي يعيشون فيه، بل بعضهم من الصدمة فكر في التخلص من حياته خوفا من مواجهة الفضيحة. فكم من بيت هدم استقراره بسبب فضيحة طالت أحد أفراده، وكم من حالة فرار أحد أفراد العائلة كان سببها التشهير، وكم من شخص اضطر إلى ترك عمله لعدم قدرته على مواجهة زملائه، والأمثلة كثيرة ..

 هذه الظاهرة تتنافى مع القيم الإسلامية التي حثنا عليها الإسلام فمن واجب المسلم أن يستر أخاه المسلم، الله عز وجل ستِّير يحب الستر لعباده المؤمنين، ستر عوراتهم وذنوبهم، فيأمرهم أن يستروا عوراتهم وان لا يجاهروا بمعاصيهم في الدنيا وهو يسترها عليهم في الآخرة. 

عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة، ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته، حتى يفضحه بها في بيته) رواه ابن ماجه وصححه الألباني. قال المنذري: "ستر المسلم هو تغطية عيوبه وإخفاء هنَّاته (زلاته وهفواته وقبائحه).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة) رواه ابن ماجه وصححه الألباني. قال ابن حجر ": قوله: (ومن ستر مسلماً) أي: رآه على قبيح فلم يظهره ـ أي للناس ـ، وليس في هذا ما يقتضي ترك الإنكار عليه فيما بينه وبينه"

كما أصدرت دار الإفتاء المصرية بياناً ، تدين فيها نَشْر الفضائح الأخلاقية على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل الانتقام والتشفي تعليقًا أو مشاركةً أو إعجابًا، فيه إشاعة للفاحشة في المجتمع، وهي جريمة حَذَّر منها الحق سبحانه وتعالى؛ وذلك في قوله: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ..} "النور، 19" 

كما أنها منافية للقوانين الوضعية ويعاقب عليها القانون وتدخل ضمن الجرائم الالكترونية. فبدلا أن نفضح لابد نستر، ونصلح ذواتنا لتصلح أسرنا ومجتمعنا وأمتنا. 

اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع